مـــنتديـــــات حمـــــــــــودي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـــنتديـــــات حمـــــــــــودي

عـــــــــــــــــــــــــــــــــام


    ( انت لي ) وليد ورغد ، رواية حب من أروع الورايات ، أتحدى لو ما تكملوها ، الرواية كامله 3

    avatar
    البحار
    مشرفة الاقسام النسائية


    عدد الرسائل : 159
    تاريخ التسجيل : 25/09/2008

    ( انت لي ) وليد ورغد ، رواية حب من أروع الورايات ، أتحدى لو ما تكملوها ، الرواية كامله 3 Empty ( انت لي ) وليد ورغد ، رواية حب من أروع الورايات ، أتحدى لو ما تكملوها ، الرواية كامله 3

    مُساهمة من طرف البحار الأحد سبتمبر 28, 2008 2:01 am

    [الحلقةالثالثة]



    أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن

    دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة !

    إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها .

    إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا

    كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب .

    لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي

    الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد

    أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله !

    أما رغد الصغيرة ...

    فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها !

    و آه من رغد !

    يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك !

    هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه !


    " وليد وليد و ليد ! "


    قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي !

    " وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! "

    إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر !

    نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها !

    " رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ "

    أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض :


    " عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! "


    تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة !

    إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق !
    و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد !
    تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !

    قلت :

    " حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! "

    بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول !

    رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب !

    " إلى أين ؟؟ "

    سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي :

    " سأريها سامر ! "

    و انصرفت ...

    اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ...

    أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟
    كم أنا سخيف !


    انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ...
    لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني !
    نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب !

    غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى !

    بعد ساعة ، عادت رغد ...
    كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما .

    اقتربت مني و قالت :

    " وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! "

    تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة

    هل انتهينا ؟

    صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف

    يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني !

    " وليد ... "

    رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا !

    لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني !

    قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما :

    " ماذا الآن ؟ "

    " هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "

    يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا !

    تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد

    أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :

    " شكرا ! "

    ثم ابتعدت ...

    ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة !

    أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !


    " وليد ... "


    مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ...


    " نعم ؟"


    سألتني :


    " كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟


    نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !

    أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .

    تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ...

    بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ...

    " وليد ! "

    " نعم صغيرتي ؟ "

    " كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "


    كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .

    ثوان أخرى ثم عادت تسألني :


    " وليد ! "


    ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !


    " ماذا أميرتي ؟ "

    " كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟


    كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ...
    بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !
    كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !
    يا لها من طفلة !

    رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :

    " كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "


    فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ...

    هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !

    حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ...

    هل قالت ( أتزوج ) ؟؟

    أتزوج !
    avatar
    البحار
    مشرفة الاقسام النسائية


    عدد الرسائل : 159
    تاريخ التسجيل : 25/09/2008

    ( انت لي ) وليد ورغد ، رواية حب من أروع الورايات ، أتحدى لو ما تكملوها ، الرواية كامله 3 Empty رد: ( انت لي ) وليد ورغد ، رواية حب من أروع الورايات ، أتحدى لو ما تكملوها ، الرواية كامله 3

    مُساهمة من طرف البحار الأحد سبتمبر 28, 2008 2:05 am


    ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا !

    سألتها لأتأكد :

    " ماذا رغد ؟؟ "

    قالت و بمنتهى البساطة :

    " أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "

    أنا مندهش و متفاجيء ...

    و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ...

    أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ...
    انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ...

    انتظرت ...
    و أنتظرت ...
    لكنها لم تتكلم

    لم تسألني عن أي شيء
    رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !

    ( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ )

    الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !
    كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ...
    ك وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !

    رغد الصغيرة !
    ما الذي تفعلينه !؟؟

    الآن ، هي قادمة نحوي ...
    و الصندوق في يدها ...

    " وليد اكتب أمنيتك ! "

    " ماذا صغيرتي ؟؟ "

    " أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! "

    إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم أنتم الحكم عليه !
    نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي !
    فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي !

    أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟

    لن أخبركم !

    بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها !

    " وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! "

    " أعدك بذلك ! "

    ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول :

    " سأخبر سامر بأنني انتهيت ! "

    بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها
    كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ...
    لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا

    ( عندما أكبر سوف أتزوج .......... ؟؟؟ )

    من يا رغد ؟؟

    من ؟

    من ؟؟





    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~




    في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى أحد ملاهي الأطفال ، حسب طلب و إلحاح دانة !
    أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، إلا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة !
    قضينا وقتا جيدا ...
    وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها !
    طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه !

    و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد !

    والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء

    توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ...

    كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض !

    أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع !

    " حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! "

    أعترض والداي ، ألا أنني قلت :

    " سأمسك بها جيدا فلا تقلقا "

    اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد
    أنا أدرك أنني أدللها كثيرا جدا
    لكن ...
    ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟
    تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار

    ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة ! و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟

    عمّار اللئيم !

    " من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! "

    تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا !

    تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ...

    عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه

    كان يردد :

    " ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن "

    أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر !

    عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ...
    و قال :

    ( كنت أظنك أصبحت رجلا ! )

    و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار
    استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب
    لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم ...
    بل و منذ فترة ليست بالقصيرة
    أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟

    بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ...
    كانت رغد

    " وليد ... "

    ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة :

    " عودي إلى غرفتك يا رغد فورا "

    نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت :

    " قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! "

    أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر !

    لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ...

    و كم ندمت بعدها

    ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه !

    ثم أبعدته في آخر لحظة !
    كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه
    إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته
    و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ...
    لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها !
    و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ...

    و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ...

    كما سترون ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 12:50 am